عالم الابداع
 
  الرئيسية
  المنتدى
  تواصلوا معنا
  علوم الطب الحديث
  عالم الهاتف النقال
  علم الطب القديم
  العاب رائعة جداا
  علم الفلك
  اقرأ كيف تخفف وزنك علميا
  الرياضة -sport
  رسائل الحب
  الخيال و شرحه الادبي
  اقرؤوا للحذر من اخطر فيرووووس
  عالم الرقميات
  لعشاق الشاب حسني
  عالم السيارات الغريبة
  أحوال الطقس اليومية
  دعاء اليوم
  gad elmaleh
علوم الطب الحديث

الطب الحديث يكشف المزيد من أسرار السواك  


اكتشف فريق بحث دولي المكونات السرية في عيدان السواك الذي يستخدم على نطاق واسع في أفريقيا وآسيا والبلاد العربية؛ لتنظيف الأسنان وحماية اللثة من الأمراض.

فقد كشفت الدراسة التي أجراها الباحثون في جامعة "إيلينويس" بشيكاغو، وجامعة "ستيلينبوش" في "تايجربيرغ" بجنوب أفريقيا- عن أن السواك يحتوي على مواد طبيعية مضادة للميكروبات تمنع إصابة الفم بالأمراض، وتقلل ظهور التجاويف السنية وأمراض اللثة.

وأوضح الباحثون في الدراسة التي تعتبر الأولى من نوعها التي تركز على كشف أسرار قدرة السواك في تنظيف الأسنان- أن أعواد السواك التي عادة ما تستخلص من جذور أو سيقان الأشجار والشجيرات المحلية في البلدان التي تستخدمها، وتُسْتعمل بعد مضغ أطرافها حتى تُهْترأ، ثم تستخدم كفرشاة لتنظيف الأسنان، فعالة كفرشاة الأسنان تمامًا في إزالة طبقة "البلاك" المتراكمة على الأسنان وتدليك اللثة، مشيرين إلى أن هذه الأعواد تمثل بديلاً أرخص ثمنًا لسكان العالم الثالث، حيث لا تتوافر فرش الأسنان.

وأشارت الدكتورة كريستين -أستاذة طب الأسنان واللثة في جامعة إيلينويس الأمريكية- إلى أن عيدان السواك المستخدمة في ناميبيا مثلاً، بعد استخلاصها من نبات يعرف باسم "ديوسبايروس لايسيويديس"، يحتوي على ستة مركبات تقاوم الميكروبات، أربعة منها متحدة مع مادة "ديوسبايرون" والآخران هما "جوجلون" و "7- ميثيل جوجلون" وهما مادتان سامتان تتواجدان في الجوز الأسود أيضًا، يعتقد أنهما الأكثر فعالية ضد البكتيريا، حيث تصل درجة فعاليتهما إلى فعالية مستحضر غسول الفم الذي يعرف باسم "ليستيرين".

وقال الباحثون في الدراسة التي نشرت في عدد هذا الشهر من مجلة الزراعة وكيمياء الغذاء الأمريكية إن آلية عمل السواك الذي يعرف في الهند باسم "نيم"، وفي الشرق الأوسط باسم "مسواك"، في قدرته على مهاجمة الميكروبات لم تتضح بعد.

وكانت دراسات سابقة قد أظهرت أن معدلات تسوس الأسنان بين مستخدمي السواك كانت أقل بالرغم من تناولهم أغذية غنية بالسكريات والنشويات، كما أثبتت دراسات أخرى أن آثاره المزيلة لطبقة البلاك تعادل آثار فرش الأسنان المستخدمة لنفس الهدف.

وقد استخدم فريق البحث أحدث التقنيات الحيوية لعزل المركبات الموجودة في السواك الناميبي، حيث تتركز آليات الحماية في معظم النباتات في اللحاء أو في الأخشاب القريبة منه فتقلل الأشجار بهذه الطريقة خطر إصابتها بالأمراض.

من جانبه، أكد الدكتور كين بيوريل مدير الشئون العلمية في مجلس الجمعية الأمريكية لطب الأسنان، إن هذه الاكتشافات لا تعني التخلي عن معجون الفلورايد وفرش الأسنان، ولكن السواك قد يكون بديلاً عندما لا تتوافر فرش الأسنان.

ويرى أن المركبات الجديدة التي تم اكتشافها في السواك، الذي يستخدمه سكان المناطق الريفية في العالم الثالث بكثرة، قد تصبح أساس المنتجات الطبية في المستقبل، وتدعم هذه الدراسة ما أكده الدين الإسلامي الحنيف قبل أربعة عشر قرنًا على فوائد السواك حيث أوصى الرسول –صلى الله عليه 
وسلم- المسلمين باستخدامه قبل كل صلاة



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

علماء بريطانيون: الفراعنة وليس الإغريق.. آباء الطب الحديث

عثروا على أدلة حاسمة على ورق البردي

لندن: «الشرق الاوسط»
اعلن علماء بريطانيون امس ان دراستهم لوثائق تعود الى 3500 عام مضت، تشير بما لا يقبل الشك الى ان أصول الطب الحديث تعود الى مصر القديمة، ولا تعود الى أبقراط واليونانيين. واكتشف باحثون في مركز «كي إن اتش» المتخصص في الدراسات البيولوجية الطبية ضمن علم المصريات بجامعة مانشستر، هذا الدليل لدى دراستهم مدونات طبية على ورق البردي يعود تاريخها إلى 1500 قبل الميلاد، أي الى ألف سنة قبل ميلاد ابقراط، الذي يقسم الأطباء الخريجون حتى الآن بقسمه الطبي قبل ممارستهم الطب.

وقالت الدكتورة جاكي كامبل التي اشرفت على البحث في بيان صحافي اصدره المركز امس: «لقد ظل العلماء يعتبرون الإغريق القدامى، وخصوصا ابقراط، على انهم آباء الطب، إلا ان نتائج دراستنا تفترض ان المصريين القدامى كانوا ينفذون ممارسات موثوقة من الأعمال الصيدلية والطبية في اوقات سابقة» لممارسات اليونانيين.

واضافت ان مقارناتنا للأدوية القديمة مع المواصفات والمقاييس الصيدلية المعاصرة اثبتت ان «الوصفات الطبية في المدونات التاريخية لا تتطابق مع طرق التحضيرات الدوائية الحالية فحسب، بل انها كانت تتمتع ايضا بقوة علاجية» وتظهر المدونات المصرية التي عثر عليها في منتصف القرن 19 ان الاطباء المصريين القدامى كانوا يعالجون الجروح بالعسل وكذلك بالمعادن التي يعرف عنها بأنها مضادة للميكروبات.

كما عثر الفريق العلمي على وصفات طبية لمسهِّلات تتكون من دهن الخروع والحنظل، ومن انواع اخرى تحتوي على التين والنخالة. وعولجت امراض القناة الهضمية بأدوية مماثلة لما يستخدم حاليا. واشارت دلائل اخرى الى ان المصريين القدامى عالجوا الحالات الصحية الخاصة بأمراض العضلات والهيكل العظمي بانواع من المستحضرات تؤدي الى احمرار الجلد بهدف تحفيز الدورة الدموية، اضافة الى وضع الكمادات للإحماء وتسكين الألم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 الطب الحديث و المعاصر

المعلق:

الصناعة المتطورة دومًا جعلت بريطانيا غنية ولكنها جعلتها فقيرة أيضًا، كانت تقبع خارج حدود المدينة المتوسعة مظاهر المرض، كان المرض قبل مائتي عام غامضًا ومرعبًا تمامًا كما كان قبل ألفي سنة، لم يعرف الناس سبب المرض ولا كيف يعالجونه.

تظهر هذه النماذج الشمعية رعب المرض، في تلك الأيام كان لأمراض الجدري والتيفود نتائج مريعة، تضاعفت هذه النتائج في الشوارع المكتظة، ولكن العصر ذاته الذي شهد تكاثرًا في الأمراض، شهد أيضًا اكتشافات أسست للعناية الصحية اليوم وحدَّثت الطب. سيطر على البريطانيين في منتصف القرن الثامن عشر هاجس وحيد وهو معرفة سبب المرض، كان الناس يعالجون أنفسهم باستخدام وسائل لا تتعدى كونا خرافات، وسحرًا وإشاعات.

كان هناك أطباء مدربون ولكن من دون وسيلة دقيقة لتشخيص أو معالجة المرض، وكانت فرص الشفاء من الأمراض قليلة، أما طريقة العلاج الشائعة فعبارة عن إسالة الدم من الجسد، لقد ظنوا أن هذه الطريقة تعيد التوازن إلى الجسم وتطهره من الأمراض التي كان يعتقد الناس أنها تكمن في الدم، لكن هذا العلاج لم يكن كافيًا، واحتاج أحيانًا معظم المرضى إلى كل الدم الذي يمكنهم الحصول عليه، ولكن مع ارتكاز الممارسة الطبية على ألفي سنة من قلة العلم وضعف الفهم؛ لذا من غير المفاجئ أن يعتقد أي شخص بأنه يستطيع التفكير في استخدام طرق وقائية للمرض. في الحقيقة إن العاملين في هذا المجال كانوا يغتنون من ذلك، قاموا بإطلاق سلعهم في شوارع بريطانيا المكتظة.

تاجر:

أهلاً بك سيدي إلى مجال "فيلمو" لصناعة شراب الخضار. إننا نصنعه بأنفسنا.

المعلق:

كانوا يُعرفون بالدجالين، وكان اثنان من أشهرهم هما "جون بول"، و"جوشو ووارم"، يمكن لبعض هذه الحبوب والجرعات أن تكون غريبة للغاية، لقد باع "جون بول" هذا الدواء الغريب المصنوع من قمل الشجر وجوز الطيب والسكر، المراد من هذه الأشياء استخدامها لعلاج مرض السرطان. إنها بالطبع عديمة الجدوى، ولكنها غير مهلكة.

ولكن غيرها من الأدوية لم يكن كذلك، أراد هؤلاء الدجالون أن يروجوا لدوائهم وقاموا بإضافة بعض المواد الخطيرة، أضافوا الزرنيخ والزئبق وتمكن "جوش ووارم" من بيع هذه الأشياء للملك والملكة. لجأ الناس إلى هذه العلاجات بدافع الجهل والأمل. كان على الطب أن يتغير، وكانت الثورة الصناعية تساهم في تطوير الطب مع معرفة جديدة، وأفكار جديدة جذرية، وتجارب علمية.

لكن العملية قد بدأت في أعماق "شروب شايل"؛ حيث شرع طبيب بارع تحويل الطب الشعبي إلى طب حديث. بدأت القصة مع رجل يعاني داء الاستسقاء وهو عبارة عن مرض خطير في القلب يتسبب بانتفاخ الجسم مثل البالون، كان هذا الرجل في حالة يُرثى لها وكانت حالته متدهورة وبأكثر الطرق إيلامًا.

ثم جاء غجري وأعد خلطة من الأعشاب، وبعد تناول جرعة منها بدأ هذا الدواء الشعبي يظهر نتائج جيدة بإذن الله، بدا أن الغجري قد نجح حيث فشل الأطباء، سمع الطبيب "ويليام ويثرينج" بالأمر، ومعروف أنه ذو عقلية علمية، فأراد أن يعرف المزيد عن الأمر.

بحث "ويثرينج" في الريف وتمكن أخيرًا من الحصول على لائحة لمكونات الجرعة الشعبية، بالنسبة إلى "ويثرينج" مادة واحدة من المكونات العشرين كانت الأهم، إنها نبات قفاز الثعلب، وهي نبتة سامة قاتلة، كان "ويثرينج" يعرف أنها تتسبب بالتقيؤ والهلوسة.

قل لي ماذا كان يجري هنا؟ ما الذي كان يأمل أن يحققه "ويثرينج" من خلال مراقبته لنبات قفاز الثعلب؟

طبيب:

كانت ملاحظة بالغة الأهمية وبداية الطب العلمي الحديث فعلاً، استُخدمت نبتة قفاز الثعلب على مدى قرون، ولكن ليس في هذا المجال.

المعلق:

يبدو أن علاج الغجري قد نجح، ما العيب في هذه الطريقة؟

طبيب:

لم تكن تحت السيطرة، ولا ملاحظتها، وهي تُضاف إلى خليط من أعشاب أخرى كافية بالنسبة إلى "ويثرينج" العالم؛ ليدرك طريقة استخدام تلك المادة للحصول على هذا التأثير الأمثل.

 

المعلق:

انكب "ويثرينج" على العمل واكتشف أن الأعشاب الأرضية كانت الأكثر فعالية بإذن الله؛ إذ إنها تحتوي على أعلى تركيز من المكون العامل، لكن نبتة قفاز الثعلب المعروفة أيضًا بشرابها المعالج للقلب سامة، وقد تتسبب بالموت؛ لذا كانت كمية الجرعة مهمة جدًا.

طبيب:

لقد راقب، وأجرى التجارب، وسجل الملاحظات، وتوصل في النهاية إلى استنتاجاته التي ثبتت صحتها اليوم.

المعلق:

سجل "ويثرينج" انتصارًا مبكرًا، وأثبت أن بالإمكان شفاء مرض معين من خلال استكشافه، وقياس كمية جرعة العلاج للسيطرة عليه، لكن مسببات المرض كانت لا تزال غامضة، لماذا -على سبيل المثال- كان الناس يمرضون عندما يزدحمون بأعداد كبيرة؟

 هذا سجن "نيو جيت" في لندن.

كانت ظروف السجن هنا قاسية فعلاً؛ حيث إن المكان قذر وضيق، غالبًا ما كان السجناء يموتون من الأمراض قبل أن يصلوا إلى حبل المشنقة. انتشر التيفود في تشرين الأول-أكتوبر عام 1790 وعُرف في ذلك الوقت باسم حمى السجن. كان الوضع سيئًا فالسجناء يموتون بالإضافة إلى السجانين؛ لذا بات من الضروري فعل أي شيء.

 لجأ حكام السجون إلى "ستيفين هيل" وهو رجل ريفي اشتهر؛ لكونه أول من تمكن من قياس ضغط الدم. أعتقد "هيل" كغيره أن ما يتسبب بالمرض هو الهواء الفاسد، إذا تمكن من إيجاد طريقة لإدخال هواء نقي إلى سجن "نيو جيت" إذا فعل ذلك قد تصبح حمى السجن شيئًا من الماضي.

اتضح أن آلته قد نجحت ولكن ليس للأسباب التي أرادها، ها هي مروحة "هيل" للتهوية آلة عبقرية لإدخال الهواء إلى السجن، تبدأ العملية هنا على سطح السجن، تولد الطاقة من الأشرعة الهوائية هذه، وتنتقل إلى هذا المكبس والعمود الذي يصل إلى داخل المبنى، فالهواء يُضخ بمجرد تشغيل هذه الأشرعة.

أهم ما في العملية يقع هنا بين الزنازين، هذه المنافخ هي رئة السجن التي تعمل من خلال الأشرعة الهوائية إنها تضخ الهواء النقي إلى داخل الزنازين، وتمتص الهواء الفاسد إلى الخارج، ادعى "هيل" إن مروحة التهوية قللت من وفيات السجون إلى النصف.

جاء شرح كلمة مروحة تهوية في قاموس "صامويل جونسون" في عام 1755 على أنها آلة من اختراع الدكتور "هيل"؛ لتزويد الأماكن المقفلة بالهواء النقي، من المؤكد أن آلاته قد قللت من الأمراض التي تنتشر عبر الهواء كمرض السل، نوع من القمل الذي لم يُكتشف حتى القرن العشرين، بالإمكان تسميته بأبي التكييف الهوائي.

 وفجأة أصبح العالم كله مهتم بتكنولوجيته الرائعة، وقد أوجد اختراع "هيل" استخدام له ما وراء البحار، بعد أن فتحت الثورة الصناعية المتلهفة للبضائع أبواب العالم التجارية، ولكن كمن في العالم الفقير الضيق مرض سيحتاج إلى أكثر من مجرد هواء نقي للتغلب عليه.

عندما عاد اللورد "أندرسون" من جولته حول العالم عام 1744 كان قد قُضي على معظم رجاله، مات أكثر من نصف طاقمه المؤلف من ألفي رجل من المرض نفسه الأسكربوت. عانى البحارة كثيرًا وبدءوا يفقدون أسنانهم وكانت لثاهم تنزف وتلتهب وتصدر روائح كريهة، ولكن هذا ما حصل ثم كانت آثار الكدم تغطي جلودهم، تلى ذلك توقف في القلب ثم الموت.

كان مرض "الأسكربوت" يقتل رجالاً أكثر من العدو، تم استخدام سلسلة من العلاجات العشوائية في محاولة للإمساك بالوضع، اقترح "جيمس ليند" وهو جراح بحري نوعًا جديدًا من التجارب؛ لمعرفة ما إذا كانت أي واحدة منها ستنجح، حان الوقت إذًا للاختبار على هؤلاء الرجال الستة.

متحدث:

فعلاً يبدو المرض عليهم.. هذا بعض العصير لك، سنعطيك بعضًا من ماء البحر يا "دان"، هذا أسيد كبريتي وهذا خليط من جوزة الطيب..الثوم وأشياء أخرى، ويجب أن نعطي بعض الخل، وعلينا الآن أن نستخدم برتقالة وليمونة، عليك أن تأكل هذا كله. إنها جزء مهم جدًا من مؤونة السفينة.

 إذا كنت تريد أن تحصل على اختبار جيد، فمن الواضح أنه عليك أن تتأكد من أن الناس الذي يخضعون لمختلف العلاجات يعانون المرض نفسه، يجب أن تكون درجة إصابتهم بمرض الإسكربوت متساوية، ويجب أن يخضعوا لنظام غذائي واحد، يراعيهم جميعهم.

المعلق:

إذًا هو منهجي وعلمي، كان يجري الفحوص السريرية والتجارب، صُنف ذلك على أنه الاختراق الأهم وطريقة التفكير هذه هي تمامًا الطريقة التي نميز بها اليوم العلاجات المفيدة من غير المفيدة والمضرة.

أظهرت أول تجربة سريرية نجاح أحد العلاجات، فقد عاد البحارة الذين تناولوا على مدى أسبوع البرتقال والليمون- عادوا إلى أعمالهم وكانوا يساعدون الآخرين على الاستشفاء، لقد أثبت العلم حالة "ليند" بشكل مطلق، لكن الأدميرالية كانت تعيش كليًا في عصر آخر، لقد تجاهلت اكتشافات "ليند" لأكثر من أربعين سنة مات خلالها آلاف البحارة.

 

الطب بحاجة إلى أكثر من تجارب ليتطور. إنه بحاجة إلى من يدعمه.

 تأسس نجاح الثورة الصناعية على التفكير بشكل مختلف، وكان في "برمنجهام" مجموعة من المفكرين المهمين، من بينهم أطباء، وكانوا سيصبحون مكمن القوة الفكرية للثورة الصناعية.

هذا هو "دار سوفو" وهو بيت صاحب المصنع المحلي "ماثيو بوردين"، الذي كان يدعوا أصدقاءه للطعام ليلاً هنا، إلا أنها لم تكن جميعها من هذا النوع بل كانت جدية للغاية، عندما كانوا ينتهون من تناول الطعام، كانوا يجلسون إلى طاولة ويناقشون الوسائل التي سيغيرون بها شكل الصناعة.

بدءوا يتحدثون عن الصناعة، والتجارة، والسياسة الأصولية، والفنون، وبالطبع العلوم. كان يجلس إلى الطاولة رجال مثل "جوزايا وديجوود" الذي سيحدث ثورة في الصناعة الحديثة، و"جيمس وات" الحالم بالمحرك البخاري، ولكن كان "جوزيف بريستلي" هو الشخص الذي سيخطو الخطوة الأولى الكبيرة في مجال الطب.

جلس "جوزيف بريستلي" هنا وقد أصبح الآن زميلاً رائعًا. كان يملك عقلاً محققًا، وكانت تحثه الأفكار الجديدة حول الطب الحديث. ركز "بريستلي" أبحاثه حول الصحة، الحياة، والهواء. "بريستلي" صنع هذه. إنها عدسة ضخمة وإذا دخلتها أشعة الشمس؛ فإنه تسخن الأشياء إلى درجات حرارة عالية، كانت ملكًا لدوق "توسكانا" الكبير "كوزينو"، الذي كان يستخدمها وهو يتسلى بتعذيب رعيته.

إذًا مايك.. استخدم "بريستلي" عدسته الضخمة لتسخين مواده هنا، ولكن فيما كان يفكر بالتحديد؟

مايك:

هذا ما يسميه "بريستلي" مفعول الزئبق.

المعلق:

 هنا .

مايك:

واكتشف إنه عندما يسخنها بواسطة عدسته الكبيرة تنقسم إلى غاز غريب..

المعلق:

غاز يظهر هنا..

مايك:

صحيح .

المعلق:

وتمر في هذه الأنابيب الرائعة وتخرج من آخر هذا الأنبوب.

مايك:

 وكان يبدأ العمل بمجرد أن يجمع الغاز في الحوض.

المعلق:

كان يعمل بالفعل؛ لأن هذا الغاز دون غيره يحمل خصائص مميزة ونقية، بدا أنها تشتعل وتحدث شرارات وتحترق بقوة كبيرة.

مايك:

انظر إلى هذا؛ أليس رائعًا؟

المعلق:

أراد "بريستلي" أن يعرف تأثير هذا الغاز الجديد على الجسم ولكن من كان سيختبر عليه، كاد صديقه وزميله في علم الكيمياء "هامفري ديفي" أن يلقى حتفه، فاستخدم "بريستلي" الفئران، وذلك في تجربة سابقة على غاز مختلف؛ مات الفأر في غضون ثلاث ثوان، ولكن هذه المرة لم تعش الفئران وحسب بل ظهرت عليها الحيوية، كان عليه بالطبع أن يستخدم هذا الغاز على نفسه.

استنشق بريستلي الغاز الجديد ووجده ممتعًا للغاية، كتب قائلاً لقد اكتشفت هواء أفضل بخمس أو ست مرات من الهواء العادي، ومع الوقت قد يصبح هذا الهواء أداة للرفاهية، أطلق "بريستلي" على الغاز اسم الهواء النقي، ولكنه لم يكن أداة للرفاهية.

لقد قام للمرة الأولى في التاريخ بعزل مواد الحياة الخام، فيما بعد وفي القرن الثامن عشر أُعطي هذا الغاز اسم الأكسجين، استمر "بريستلي" في عزل "ثاني أكسيد الكربون"، وتم من خلال عمله تعيين مدى أهمية هذه الغازات بالنسبة للمرض والصحة، أدت تجارب أخرى إلى اكتشاف "أكسيد النيتروز" أو غاز الضحك.

كانت العلوم الطبية تخطو خطوات ضخمة، ولكن ليس في مواجهة الأمراض الرهيبة، الوحش المنقط كان مرضًا رهيبًا، الوحش المنقط كما كانوا يدعونه كان مرضًا مرعبًا وفتاكًا، وعلى عكس الأمراض الأخرى التي بدا أنها تصيب الفقراء أو مرضى سوء التغذية، فالإصابة بالجدري لم تميز أي سن أو طبقة أو حالة.

كانوا يتساوون في تسعينيات القرن الثامن عشر، وفي خضم المعركة ضد مرض الجدري بدأ طبيب لامع يُدعى "إدوارد جين يير" بجمع أجزاء الأدلة، كان دليله الأول مبنيًا على ملاحظات خاصة واسعة النطاق؛ إذ تبين أن الأمر لا يتعلق بقصص الزوجات المسنات، وأن حلابات الأبقار لم يتعرضن لمرض الجدري المشوه.

احتار "جين يير" لماذا لم يصيب مرض الجدري حلابات الأبقار وهو المرض الذي يصيب الثري والفقير والعجوز والشاب من دون تمييز؟

أتى دليل "جين يير" الثاني من تركيا؛ حيث أفادت زوجة السفير البريطاني أن النساء المحليات يحملن مفرزات الجدري، يعُطى أطفالهن جرعات صغيرة من المرض، واكتشفن أن هذا سيقي أولادهن من الإصابة بالمرض.

كان الأطفال الأتراك منيعون تمامًا كما كانت حلابات الأبقار البريطانيات، غير أن البريطانيات لم يتناولن جرعات صغيرة من مفرزات الجدري، قصد "جين يير" المزرعة مسلحًا بهذين الدليلين واكتشف أن بعض حلابات الأبقار قد تناولن جرعات من المرض.

كانت الأبقار تعاني من مرضها الخاص بها، والذي تسبب بظهور بثور مقلقة وهي تُسمى جدري البقر، لاحظ أن بثور الأبقار كانت تنتقل إلى أي حلابات الأبقار اللاتي كن يصبن بجدري الأبقار، قام "جين يير" بانتقال جانبي ذكي، هل كان ذلك هو سبب مناعة حلابات الأبقار من مرض الجدري؟ قرر أن يقوم بالاختبار.

 

في الرابع عشر من آيار مايو عام 1796 أخذ الطفل "جيمس فايبس" ذا الثمانية أعوام وقام بإدخال قيح ناتج عن جدري الأبقار موجود على يد حلابة الأبقار "سارة نيلمرز" استخدمه داخل ذراع الطفل، قرر بعد شهرين أن يعاين ما إذا كان جدري الأبقار الذي أعطاه لجيمس قد أعطاه مناعة ضد مرض الجدري، وكانت هناك طريقة واحدة للقيام بذلك، دُعي "جيمس" من جديد ليتم حقنه بجرعة من الجدري يمكن أن تودي بحياته.

لم يُسجل أي شيء عما دار في ذهن "جيمس فايبس"، ولكن لحسن الحظ أن جدري البقر قد أثبت نجاحه، كان جيمس قد أصبح أول بريطاني يتم تلقيحه بنجاح، لقد كان جزءًا مما نستطيع تسميته بأعظم اكتشاف طبي في ذلك القرن.

تم تلقيح ملايين الأشخاص بمن فيهم أنا في هذا المكان هنا، وخلال مائتي سنة لم يعد لهذا المرض أثر في العالم، في الواقع إن الجدري هو المرض الوحيد الذي أُبيد نهائيًا وهذا بفضل الله تعالى.

ولكن في الوقت نفسه الذي كانت فيه الثورة الصناعية تقضي على بعض الأمراض كانت تسبب أمراض أخرى، الأدلة على سبب إمكانية حصول ذلك كان متوفرًا بغزارة في عمق المناطق الصناعية.

أخبرني ما الذي حصل لصحة بعض الأشخاص الذين كانوا يعملون في مصانع كهذه؟

طبيب:

الزغب المتطاير كبير نسبيًا، وهو يتسبب مع الوقت بمرض السحار القطني.

المعلق:

ماذا عن سماعهم؟

طبيب:

استخدم آلة للسمع في المنزل منذ بضعة أعوام؛ لأننا نُصاب جميعًا بالصمم.

المعلق:

أطن أن الآلات كانت خطيرة، ماذا عن الزيوت؟

طبيب:

جراء وصول الزيت إلى الشفاه أُصيب العديد من الأشخاص بسرطان الشفاه، كانت الحاملة تمتلئ بالزيت، وكانوا يُصابون بسرطان الأردية؛ لأنهم كانوا يتكئون باستمرار على الحاملة.

المعلق:

لا بد من أنها مهنة خطيرة؟

طبيب:

خصوصًا وأن العمال كانوا يعملون في السابق اثنتي عشرة ساعة يوميًا، وفي نهاية الدوام كان التعب الشديد يتسبب لهم بحوادث مع الزنانير.

المعلق:

بدأت الأدلة عن تدهور صحة الناس بسبب ظروف عملهم بالتكاثر، لكن البرهان سيكون ضروريًا من أجل الضغط على الحكومة للتحرك، الدكتور "شار ساكيرر" سيوفر ذلك، أثبت "ساكيرر" بشكل حاسم أن هناك صلة وصل بين المرض والظروف التي كان الناس يعملون بها، متسلحًا بهذه الأداة البسيطة تمكن "ساكيرر" من النظر إلى داخل أجسام مرضاه من خلال أذنيه، كان يستفيد من العمل الذي قام بها طبيب فرنسي.

أراد "رينيه لانيك" أن يستمع إلى صدر مريضة لديه، ولكنه كان أخجل من أن يضع رأسه عليها، بدأ "لانيك" يفكر في طريقة لحل مشكلته، وفيما كان يمشي شاهد طفلين يلعبان حول زند خشبي، كان أحد الطفلين يقرع أحد أطراف الزند، فيما كان الطفل الثاني يستمع عند الطرف الآخر.

سأفعل الآن كما فعل الطفل في السابق، لاحظ "لانيك" أن الصوت ينتقل بوضوح تام عبر الزند، بل وكان يتضخم، بعد أن ألهمه المشهد وبكونه نجارًا ماهرًا، قام "لانيك" بالتالي بصنع هذه الاسطوانة الخشبية، إنها من أهم الأدوات الطبية التي لا تزال تُستعمل حتى يومنا هذا. أصبح بإمكانه وضع طرف هذه الأداة على صدر المريضة، والطرف الآخر على أذنه، وتمكن من أن يسمع كيف يمرض الجسم البشري. اخترع سماعة الطبيب.

 إن طبيعة الاستعلام الوثاب التي أدت إلى العديد من الاختراعات الميكانيكية في أثناء الثورة الصناعية كانت قد بدأت أيضًا بحل ألغاز أعظم الآلات وأكثرها تعقيدًا.. "الجسم البشري"..

 
 

بدأت مرحلة استكشاف الجسم البشري بشكل مفصل وغير مسبوق، بدأ التشريح الأساسي لجسم الإنسان في القرن السادس عشر، غير أن هذا العمل الجديد كان أكثر تعقيدًا.

هذا تشريح "ويليام هانتر" لرحم المرأة الحامل.

النظرة الحديثة الأولى للجسم البشري، لقد أظهرت الصفائح الجسد من الداخل والخارج بالتفصيل التحليلي والعلمي أيضًا، كان الأطباء قد بدءوا ينقلبون على آلاف السنين من الإشاعات والتخمين؛ ليستبدلوها بالحقائق، والمنطق، والملاحظة الدقيقة.

كان من الصعب الحصول على الأجساد البشرية، فكان الجراحون والطلاب يعملون على نماذج شمعية كهذه، مصنوعة بدقة لاستخدامها في الأبحاث والتجارب، ولكن مهما كان النماذج والرسوم دقيقة إلا أنها لا تحل محل الأشياء الحقيقية.

احتاج علماء الطب إلى جثث للتشريح، المصدر القانوني الوحيد لهذه الجثث هم المحكومون بالإعدام، جثث القتلى الذين أُعدموا، ولكن ذلك لم يوفر الكثير من المواد، كان الطلب المتزايد والعرض القليل يعني أن الجثث قد أصبحت سلعة قيمة.

وصل سعر الجثة الجديد الجيدة في القرن التاسع عشر إلى ستة عشر جنيهًا، فيما كان الأطفال يُباعون بالإنش، ولم تكن سرقة المقابر جريمة مقيتة؛ لأن الجثث لم تكن ملكًا لأحد، لكن تجارة الجثث المسروقة كانت مملوءة بالالتباس كما حصل في قضية السير "أسلي باستر كوبر".

رجال الطب المتفوقون مثل سير "أسلي كوبر"، الذي كان بارزًا كجراح خاص للملك "جورج الثالث" كانوا يوظفون ناهبي القبور؛ لتزويدهم بالجثث لتشريحها، لكن كان هناك شيء زائف في سلوك السير "أسلي كوبر" فهناك أدلة في هذا السرداب يدل على أنه كان حريصًا جدًا على ألا تًصاب جثته بالمصير ذاته الذي تسبب به لجثث كثير من الناس.

أمر أن تبقى بقاياه بعد موته محصنة في هذا التابوت الحجري، صمم على أن يكون قبره مضاد للسرقة، يعكس حذر السير "أسلي" مزاج الناس في ذلك الوقت، كانوا غاضبين جدًا من نهب المقابر، حتى إن جريدة التايمز طالبت بأن تصبح جريمة نبش المقابر جريمة عقوبتها الموت.

على الجانب الآخر كانت مهنة الطب بحالة صعبة، قالوا: إن التقدم في الطب جاء نتيجة لفهم التركيب البنياوي من خلال تشريح عدد كبير جدًا من الجثث.

الآن وقد شارف التزود بالجثث على وشك الانتهاء، قال الأطباء: إن مسيرة التقدم الطبي كادت أن تتوقف، ثم انحازوا إلى العلم، نص قانون علم التشريح عام 1832 على أن كل من يموت في حالة من الفقر يتم وهب جسده إلى علماء التشريح، وفي السنوات التي تلت تم تشريح أكثر من ستين ألف جثة في لندن وحدها، غير أن قانون التشريح جعل أخيرًا من التعلم والتقدم في الطب أمرًا ممكنًا.

 راوح مفهومنا للجسم البشري مكانه لألفي عام، ولكن في النهاية أفسحت التجارب المجال للطرق العلمية، ومع حلول القرن التاسع عشر تمكن الأطباء من تشخيص، ومنع، وشفاء الأمراض بطرق كانت مستحيلة قبل مائة عام وهذا بفضل الله.

فيما غيرت الثورة الصناعية بريطانيا كانت تأثيراتها كانت بدأت تظهر في كل مكان، كانت إنجازات المهندسين والصناعيين ظاهرة أكثر للعيان، غير أن إنجازات رواد الطب لم تكن أقل أهمية، وأصبح هناك إدراك حسي لمكانة الطب في المجتمع، كان لا يزال هناك الكثير من الأمور لتعلمها، ولكن الثورة الصناعية وضعت أسس الطب الحديث.

 
Aujourd'hui sont déjà 1 visiteurs (3 hits) Ici!
 
   
Ce site web a été créé gratuitement avec Ma-page.fr. Tu veux aussi ton propre site web ?
S'inscrire gratuitement